الحماية “س”.. لم يحصل عليها السوريون وحصل عليها الأوكرانيون

على مدار أكثر من 20 عاماً، نص القانون السويسري على إمكانية استقبال تجمعات اللاجئين بشكل سريع وغير بيروقراطي، ومع ذلك لم يتم تطبيق هذا الحكم لأسباب ملحوظة.

وزيرة العدل السويسرية كارين كيلر سوتر، قررت تفعيل ما يسمى بوضع الحماية “س”، ما يمكن سويسرا من استقبال اللاجئين الأوكرانيين بسرعة وتقليل البيروقراطية إلى أدنى حد ممكن.

لكن وفي الوضع السابق أظهر التسجيل الأولي لآلاف الأشخاص التعامل مع حالات اللجوء بشكل فردي حتى وإن كانوا ينتمون إلى البلاد ذاتها، وكانت إجراءات اللجوء تستغرق وقتاً طويلاً.

وأصبحت القوانين الخاصة باللجوء في سويسرا موضوعاً شائكاً بسبب الحرب في سوريا، حيث أراد الحزب الديمقراطي الحر أن يعرف ما إذا كانت الحكومة السويسرية موافقة على ضرورة قبول ضحايا الحروب الأهلية كأشخاص يحتاجون إلى الحماية بالمعنى المقصود لقانون عام 1999 وليس كلاجئين، ورد المجلس الاتحادي في ذلك الوقت بأنه لا يرى ضرورة لذلك بسبب العدد القليل نسبياً من طالبي اللجوء السوريين.

ولم يتغير شيء بهذه الحجة في عام 2015 عندما بلغت أزمة اللاجئين السوريين ذروتها وتقدم حوالي 5000 سوري بطلبات للجوء في سويسرا، ولكن المجلس الاتحادي لم يرغب باستقبالهم متذرعاً بالأسباب الأمنية.

وكان من الملائم لصناع القرار أن يذهب اللاجئون السوريون إلى ألمانيا أو السويد أولاً، وبدأت سويسرا تدرس منح السوريين الحماية “س” لكنها لم تقم بتفعيل القرار، ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا قامت سويسرا بتفعيل الحماية من النوع “س” لاحتواء اللاجئين الأوكرانيين الذين بدأوا بالتوافد إلى أوروبا بعد ساعات من بدء العدوان الروسي حتى وصل عددهم الآن إلى 1.43 مليون لاجئ خلال أسبوعين فقط.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *